recent
أخبار مقترحة

لماذا تم اختيار حرف تيفيناغ لكتابة الأمازيغية بدلاً من الحرف العربي أو الحرف اللاتيني؟

الصفحة الرئيسية

حرف تيفيناغ


عند الحديث عن اختيار الحرف المناسب لكتابة اللغة الأمازيغية، يبرز تساؤل رئيسي يتردد بين المهتمين وهو: لماذا تم اختيار حرف تيفيناغ لكتابة الأمازيغية عوضاً عن الحرف العربي أو الحرف اللاتيني؟ هذا السؤال يعود إلى فترة حاسمة في تاريخ المغرب الحديث، وهي مرحلة تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في عام 2001، والنقاشات المجتمعية التي تلت ذلك حول كيفية تدريس الأمازيغية وكتابتها. هذا الموضوع الذي تم انتقاء تفاصيله لهذا المقال من الحوار الذي دار بين البحثين في اللغة و الثقافة الامازيغي و المغربية: ذ احمد عصيد و :ذ عبد الخالق كلاب 





خلفية النقاش حول اختيار الحرف


في عام 2002، انطلق نقاش واسع في المجتمع المغربي حول الحرف الأنسب لكتابة الأمازيغية، وكانت هناك ثلاث تيارات رئيسية تعبر عن وجهات نظر مختلفة:


1. التيار الأمازيغي: الذي كان في معظمه يطالب باعتماد الحرف اللاتيني.

2. الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي: التي كانت تدافع عن استخدام حرف تيفيناغ باعتباره الحرف الأصيل للأمازيغية.

3. التيار القومي العربي والإسلاميون: الذين كانوا يطالبون باستخدام الحرف العربي لكتابة الأمازيغية، معتبرين أن ذلك سيسهل تعلمها وقراءتها.


الدراسات العلمية حول الحروف الثلاثة


بعد نقاشات مستفيضة، قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بإجراء دراسات علمية حول الحروف الثلاثة (تيفيناغ، اللاتيني، والعربي)، وخلصت النتائج إلى مجموعة من النقاط العلمية المهمة:


الحرف العربي: يحتاج إلى تعديلات كثيرة لكي يتمكن من التعبير عن جميع الأصوات الأمازيغية، إذ توجد أصوات في الأمازيغية لا تمثلها الحروف العربية، مثل الصوت “أك” و”إق”.

الحرف اللاتيني: أيضًا يحتاج إلى تعديلات ولكنه كان يعتبر أكثر عملية وقريبًا من الأمازيغية.

حرف تيفيناغ: يتميز بقدرته على تمثيل جميع الأصوات الأمازيغية بدقة، حيث أن كل حرف يعبر عن صوت محدد، ما يجعله الخيار الأكثر علمية ووفاء للنطق الأمازيغي.


التوافق السياسي والاجتماعي


بالإضافة إلى النقاشات التقنية والعلمية، كان هناك جانب سياسي في القرار. الملك محمد السادس، بصفته الراعي للتوازنات المجتمعية في المغرب، تدخل ليقوم بالتحكيم بين التيارات المتنازعة. ورغم أن التيار الأمازيغي كان يميل إلى الحرف اللاتيني، إلا أن توافقًا وطنيًا تم الوصول إليه يقضي باعتماد حرف تيفيناغ كحل وسط، وهو ما تم اعتماده رسميًا بقرار ملكي.


العوامل التي ساهمت في اعتماد تيفيناغ


1. التاريخ والتراث: حرف تيفيناغ يعتبر جزءًا من التراث المغربي القديم، وهو منقوش على الصخور منذ أكثر من 4000 سنة. لذلك، كان هناك شعور قوي بضرورة إحياء هذا التراث الوطني.

2. التوافق الوطني: كان تيفيناغ هو الحل الوسط بين التيارات الثلاثة المتنازعة، إذ لم يكن موضوع نزاع بين الأمازيغيين والإسلاميين كما هو الحال مع الحرفين العربي واللاتيني.

3. سهولة تعلمه واستخدامه: رغم الاعتقاد السائد بأن تيفيناغ قد يكون صعبًا في البداية، إلا أن التجارب أثبتت أن تعلمه واستخدامه في الكتابة سهل للغاية.


مشاهدة المقطع الخاص بالحوار 



الصعوبات والانتقادات


ورغم اعتماد تيفيناغ بشكل رسمي، لا يزال هناك من يطرح الانتقادات حول هذا القرار. بعض التيارات في البرلمان المغربي تستمر في طرح تساؤلات حول فعالية هذا الحرف، مشيرة إلى أن استخدام الحرف العربي أو اللاتيني كان سيجعل تعلم الأمازيغية أسهل. إلا أن هذه الانتقادات غالبًا ما تكون مرتبطة بصراعات سياسية أكثر منها علمية.


الخلاصة


اختيار حرف تيفيناغ لكتابة الأمازيغية لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل جاء نتيجة لدراسات علمية وتوافق سياسي واجتماعي. ورغم استمرار بعض الجدل حول هذا الموضوع، إلا أن تيفيناغ اليوم هو الحرف الرسمي المعتمد لتدريس وكتابة الأمازيغية في المغرب. ويعتبر هذا الاختيار خطوة هامة نحو تعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية وإحياء تراثها.


الأسئلة الشائعة


1. لماذا لم يتم اعتماد الحرف العربي أو اللاتيني؟

تم دراسة كل من الحرف العربي واللاتيني، ولكن تبين أن كل منهما يحتاج إلى تعديلات كبيرة لتمثيل الأصوات الأمازيغية بشكل دقيق. في المقابل، تيفيناغ كان قادراً على تمثيل جميع الأصوات دون الحاجة إلى تعديلات كبيرة.

2. هل حرف تيفيناغ صعب التعلم؟

على العكس، تعلم حرف تيفيناغ يعتبر سهلاً جدًا، وقد أثبتت التجربة أن الأطفال والطلاب يتعلمونه بسهولة في المدارس.

3. هل كان هناك إجماع وطني على اختيار تيفيناغ؟

نعم، تم التوصل إلى توافق وطني بعد نقاشات طويلة، وتم اعتماد تيفيناغ كحل وسط بين التيارات المختلفة، وهو اليوم الحرف الرسمي لكتابة الأمازيغية.


google-playkhamsatmostaqltradent